كتبت هذه الخاطرة منذ حوالي 20 سنة حيث كان عمري لا يتجاوز 15 سنة....وانا اليوم اضعها في مدونتي الشخصية بعدما تذكرت أني نشرتها يوما ما في منتدى الجلفة، و قلت فيها:
أتى الطفل أمه يسألها و هو تائه وشارد قد أدهشه ما يحدث في الشوارع من حطام و دمار ....و أشلاء و دماء.....أتاها يسألها عن طبيعة السفاح الذي يقوم بتلك المجازر دون تردد......دن رحمة او شفقة!!!!!!!!
(حوار بين الابن و الام)
أماه إن الكفار
قد هدموا جدران الدار
فارتدت حطما ودمار (2)
-* * * * * * * *
ما بالغادر يا أمي
يقتلع كل الاشجار
يملأ أفقنا بالحمم
يزرع ألسنة من نار (2)
-* * * * * * * *
حل الرعب بقريتنا
والليل فيها صار نهار
تشهد نيرانا و لظى
وحطاما يعلوه غبار (2)
-* * * * * * * *
إن الغادر يا أمي
يملك قلبا كالاحجار
يقتل يرمي في السجن
ناسا من مختلف الاعمار (2)
-* * * * * * * *
يعدم طفلا في الرحم
يلحق أمه الأضرار(2)
-* * * * * * * *
قد سئمنا يا ولدي
قد ذقنا من كل مرار
و العيش يا فلذة كبدي
يستحال مع الغدار (2)
-* * * * * * * *
لكني لن انسى بلدي
هو موطن كل الاحرار (2)
-* * * * * * * *
لا تسأمي يا أماه
و ادعي الواحد القهار
كي يحمينا كي ينصرنا
و يعيد لصالحنا الاقدار (2)
-* * * * * * * *
فنمضي ورفقتنا قدما
و نصنع جيلنا ثوار
وسنجعل ذلنا عدما
و نمحو ما بدا من عار
وسنسقي عداتنا سقما
ونخفيهم بلا آثار
-* * * * * * * *
آه لو تدري ي ولدي
ما أحلى ذاك الزمن المار
كنا نعيش في رغد
نتنعم بالاستقرار
لا نعرف معنى للحقد
بل نتحلى بالايثار (2)
-* * * * * * * *
كن نحيا في كل امان
نتآخى كبارا و صغار
نقتات من البستان
نجني منه كل ثمار
نتسلى فيه نتسامر
نتجول بين النوار
نتجمع ليلا نتحاكى
نتلاحق تحت الامطار (2)
-* * * * * * * *
ما بالعالم يا اماه
يجعلني دوما محتار
والناس فيه قد كفت
و انحادت عن سنن المختار
عن دين الحق المعمول
وعن صحابته الاخيار
عن سيف الله المسلول
عن جنوده والانصار
-* * * * * * * *
يا ابنى فاليوم الناس
تختبئ خلف الاعذار
تفقد نبعا للاحساس
يجرفها سوء التيار
بشر من مختلف الاجناس
تشكو من ظلم الاشرار
تدفن عزتها و تداس
و قضيتها تصبح اصفار (2)
-* * * * * * * *
اليوم تفرق شاملنا
و توزعنا عبر الاقطار
شاهدنا الموت باعيننا
وراينا مجدنا ينهار
لكنا للغاية قد سرنا
وتوحدنا في الافكار (2)
-* * * * * * * *
يا بلدي لسنا ننساك
لست ابيعك بالاسعار
نفديك اذ حتى الشاعر
تصدر من فمه الاشعار
و سنحيا بك كي نتآخى
كي نرفع للايخاء شعار..
تمت.
خيرالدين ابراهيمي
عام 2001
إرسال تعليق